تاريخ الصحافة المكية - 18 يناير 2014

صحيفة المدينة

تاريخ الصحافة المكية - 18 يناير 2014

2021-10-11    714

ليستْ هذهِ المرةَ الأولى التي تحتفي فيها مكةُ بِصَحَافتِها.
فَلِمَكَّةَ مع الصحافةِ تاريخٌ عريقٌ، لاتُجاريها فيه مدينةٌ أخرى مِنْ مُدُنِ هذا الوطنِ الغالي.
فقبلَ مئةٍ وخمسِ وثلاثينَ سنةً أُنشئتْ في مكةَ أولُ مطبعةٍ في الحجازِ، وثاني مطبعةٍ عرفتْها جزيرةُ العربِ بعد مطبعةِ صنعاءَ.
وبَعْدَها بنحوِ رُبعِ قرنٍ تأسستْ في مكةَ أولُ صحيفةٍ عرفَتْها جزيرةُ العربِ، صحيفةُ : حجاز، تلتْها صحيفةُ القبلةِ.
وحين توحدتْ هذه البلادُ المباركةُ، أصدرَ جلالةُ الملكِ عبدِالعزيزِ أولَ صحيفةٍ في تاريخ المملكةِ من مكةَ المكرمةَ هي صحيفةُ أمِّ القرى.
ثم تتابعتِ الصحفُ المكيةُ : الحرم، وصوتُ الحجاز، وحراء، وأخيراً الندوة.
وأضفْ إلى ذلك مجلاتِ: قريش، ورابطة العالم الإسلاميّ، والتضامنِ الإسلاميِّ
ومن الطريفِ أنَّ أولَ صحيفةٍ رياضيةٍ في المملكة صَدَرَتْ في مكةَ! وهي صحيفة (الرياضة) التي صدرت سنة 1380هـ.
إنّه تاريخٌ صحفيٌّ عريقٌ حافلٌ بالعطاء، بالعلمِ، بالفِكْرِ، بالثقافةِ، بالأدبِ.
وعليهِ فإنَّ مكةَ ليستْ العاصمةَ الدينيةَ فحسبُ، بل هي عاصمةُ الصحافةِ، وعاصمةُ الثقافةِ، وعاصمةُ الأدبِ.
فهنيئاً لأهل مكةَ هذا الإرثُ التاريخيُّ العريقُ .
لقدْ ظلَّتْ جريدةُ (الندوةِ) لسانَ الصحافةِ المكيةِ لأكثرَ من خمسينَ عاماً، شهدتْ خلالَها عشراتِ المعاركِ النقديةِ والأدبيةِ والفكريةِ، وكانتْ أيقونةً من أيقوناتِ الصحافةِ والثقافةِ السعوديَّةِ، ثم مرّ بها من الصعوباتِ ما مرَّ، وهاهي اليومَ تولدُ من جديدٍ، في ثوبٍ جديدٍ، ووَسْمٍ جديدٍ، وبرؤيةٍ جديدةٍ، وفريقٍ جديدٍ، ولكنّها مع ذلك تظلُّ تحملُ عبَقَ مكةَ، وأَلَقَ الحرمِ، وطِيْبَ المشاعرِ المقدَّسةِ. إنها صحيفة مكة .
وإنّا لنرجو لصحيفة (مكةَ) أن تنافسَ مثيلاتِها، مدلَّةً بما لها من سابقةٍ، ومتَّكِئةً على ما تهيّأ لها من إمكانات فنية وإدارية وتحرير، ومستعينةً قبل ذلك وبعده بالله عزَّوجلّ.
وإنّها لمسؤولية كبيرةٌ أن يكونَ مقرُّها مكةَ قبلةَ المسلمينَ، فحريٌّ بها أن تكون قبلةَ الصحافةِ السعوديَّةِ، وأن تكونَ إضافةً حقيقيّةً جادَّةً للعطاءِ الصحفيِّ السعوديِّ.
ولعلَّها تقتبسُ من شرفِ المكانِ شرفَ الرسالةِ والغايةِ والوسيلةِ، فصحيفةٌ مصدرُها مكةُ يجبُ أن تنعكسَ عليها روحانيةُ البيتِ، ومهابةُ الحرم، وجلالُ الكعبةِ، وحريٌّ بها ألا ترتضي ما قد يرتضيه غيرُها من إثارةٍ مبالغٍ فيها، أو عدمِ تثبُّتٍ، أو تجاوزٍ أخلاقيٍّ، أو انحرافٍ فكريٍّ، أو غير ذلك مما لا يليقُ بشرفِ الاسمِ، ومكانةِ المسمَّى.
فاسأل الله لهذه الصحيفة ولطاقمها من اداريين وصحفيين وفنيين التوفيق والسداد.


مشاركة :